الأربعاء، 25 أبريل 2018

*تحت التراب **للشاعر **عبد الرزاق الواشد*

تحت التُّراب  الشاعر/ عبدالرزاق الرواشدة.
قـــــلْ للزَّمان بـــلادي قــادها نُــهَبُ    أمســــت ملاذاً وســــاد العابــث الأشِــــبُ               
لا بــــل مبيضاً لطير البــوم ناعِبــها     جُنـــحُ الظــــلام تغنَّــى فيـــه يصـطحِـــبُ
كُــــــلَّ العُصاة نُعـــاةِ الحقِّ ما وصفوا      إلاَّ خليطــــاً مــــن الصَّفــراء ينسكِـــــ
مُــــرَّاً تخفَّــــى بنـاب الحقــــد مُختمـرا     طــــوعَ الإشـــارة إذ ما سـالَ يحتطــــبُ
فيهـــا تلاقـــت عبيـدُ المــال واحتشدوا       هــــذا يسُوقُ وذاك الوحـشُ يغتصـــبُ
يكفـي علينا متى نقضـــــي على ألـمٍ         يصحــــو الوفاءُ وينأى الظلمُ ينتحِـــــبُ
يـــا فرحتي إن دعانـــا الصُّبحُ مُبتسِــما      دفئاً تمنْــــت علـيه النّــاَسُ لا يغِـــــــبُ
أمــــا إذا غــــاب أو غطَّـى فلا نجــــدوا     إلاَّ البليـــــةَ ثوبـــــاً خاطـــــهُ الزُّغّبُ
هانــــت علينا وصـــوتُ الحـرِّ مُنتـظـرٌ      فينــا طويـــلاً فهلْ من جاءَ  يحتسِبُ
حتــــى تموتَ قلوبُ العار فـي وطنــــي     لا بـــــلْ تفـــرَّ لأنَّ الأُســـــدَ تقتـــــربُ
يــا صاحب الشَّوقِ لا تنسَ لها قسمـــي     أبلغـــــهُ أنَّ عِبـــــادَ الله تـــــرتــــقِــــبُ
فجـــــر الدُّعــــاء فـــــلا والله ما سألوا      إلاَّ الرَّجــــاءَ بــحبــــــل الله  لا يـــــرِبُ
خذهــــا علـــيَّ فلا خـــوفٌ إذا حملــــوا     هــــديَ الأميــــنِ جبيناً تاجُــه الذَّهــــبُ
يحمــــي العُيـــون إذا الأقـــذار قد جُمِعت   أو جـــــاء عصفٌ من الأرياح يلتهــــبُ
منهــــــا كتبــــا علينا العهــــدَ يا قلـــمي    فيـــها الأشـمَـةُ فـــي الأُردنِّ و الرُّتَــــبُ
مـــــا طاعَ فيهـــم يروا للجُرح مُندمِـــلا     حتَّـى تظـنَّ رُعــــاةُ المسخِ إن كتـــــبوا                                                                                             
عـــــاشَ النفاقُ لهم عـزفٌ  إذا حجبوا      لا مــا تناسوا مـن الظَّلماء مــا يـــطِـبُ                                                                   
نــــادوا عليهم وهاتـــوا السِّيفَ مُقتلـعا      عينَ الفســـاد ومن في كأسِها شربـــوا
حتــــى تسيـــــلَ دِمـاءُ الغـــــدرِ ماكِرُها     تحـــت التُّراب ســواداً عرقه الجــــرَبُ
ذاك الوفـــــاء لـــديـــــــن الله إن جعلوا     نهـــــجَ الحياء إليــــه النُّورُ ينتسِـــــبُ
يـــــا ويلهـــم إن تنــادى الثأرُ يطلبهــــم     كيـــف النجاةُ وطلعُ الحـقِّ ينتصــــبُ!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق