الخميس، 26 أبريل 2018

تنهدات ملاح.....بقلم الشاعر عصام الجواري

تنهدات ملاح ****

ماتتْ على شاطئِ الحزنِ ٱبتساماتي
وٱستسلمتْ لقيودِ الموتِ  راياتي

ظلّتْ على الشاطئ المهجور أشرعتي
وذابَ قلبيَ حزناً من مناداتي

وقد بقيتُ أعاني البعد في ألمٍ
فكحّل الدمعُ ياليلى شراعاتي

أعذّب النفسَ في صمتٍ وأقتلها
همّاً وأنشدُ في بؤسٍ قصيداتي

أيّام ما طابَ لي طعم الكرى أبداً
ولا ٱستضاءت بنور البدرِ ليلاتي

يمرُّ طيفكِ ياليلى على عجلٍ
فينهشَ الهمُّ في نفسي وفي ذاتي

تمزّقُ القلبَ أحزاني وتعصرهُ
فينزفُ الدّمُ يجري من جراحاتي

ما ضرَّ لو أتمرتْ أشجارُ غاباتي
وضاحك الفجرُ أزهاري الكئيباتِ

أأدعُ الزهر نشواناً وأزرعهُ
فيورق الشوكُ في روضي وجنّاتي

عندي قصائد شعرٍ لستُ أنشدها
تذوبُ حزناً بها أحلى عباراتي

فلا عليكِ أذا طالَ الجفى زمناً
فالهمُّ والحزنُ والآلآمُ عاداتي

مضيّعٌ أنا لا أهلٌ ولا سكنٌ
أحكي الى شاطئ الاحزان ويلاتي

أنا غريبٌ هنا قد سافرتْ مُدني
وخنجر البعد يدمي في حشاشاتي

وقفتُ أشكو وريح البحر تدفعني
وشتّت الموج ياليلى تجاراتي

فليس من موجةٍ ياربِّ تغرقني
الى المماتِ فأنسى كلَّ آهاتي

فليمضخ اليأس أزهاري التي ذبلتْ
وليقتل الحزنُ في النفس ٱبتهاجاتي

كتمتُ في القلبِ ياليلى حكاياتي
وقد خفيتُ على الناسِ آعتقاداتي

ضيّعتُ في عالم الاحزانِ أمنيتي
وضاع عمري بحزني وٱفتراضاتي

لقد أتيتُ وفي كفيَّ أغنيتي
أجترها كلّما طالت مسافاتي

عانيتُ عانيتُ لا حزني أبوح بهِ
ولستِ تدرينَ شيئاً عن معاناتي

ليلايَ لولا العيون السود ما لعبتْ
بيَ الشجونُ وزادتْ مصيباتي

ضيعتُ في الشاطئ المهجور قافلتي
فزادَ لي الدهرُ أحزاني ومأساتي

وأغربتاهُ غريبٌ أنا هاجرت مدني
فأقضيَ الليلَ في شحوي وأنّاتي

واحسرتا سكن الاغرابُ في بلدي
وحطّموا صرحَ آمالي البريئاتِ

فمزّقي يا رياح الحقدِ أشرعتي
وليغرق الموجُ ربّاهُ بقيّاتي

صرختُ والسيف مغروسٌ بخاصرتي
وقد دفنتُ بأعماقي معاناتي

غنيتُ للبحرِ والامواج هادئةً
فرددّ الطيرُ ألحاني الشجياتِ

عاتبت نفسي ففاض الدمعُ منحدراً
وصافح الموجُ ياليلايَ دمعاتي

                 بقلمي/ عصام الجواري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق