❣️ نَكْبــةُ وَطَـن ❣️
نعود إلى الغوطة في قصيدة كنت قد أرجأت نشرها في خضم العاصفة التي أثارها ترمب ..
واغوطَتــاهُ وهـاءُ السَّـكْـتِ تقتُلُنـا
والحُـزنُ شيَّـدَ مـن أوجـاعِنا مُدُنــا
أيُّ المَـدائِنِ فـي عينَيْـكِ نسـكنُهــا
وماتبقَّـى بهـا قـد عـادَ يسـكُنُنــا
خرائِطُ الحُـزنِ طافَتْ في رُبا وَطني
بالحافلاتِ نُعوشــاً تحمـلُ الوَطنــا
أيـنَ المُعَـزُّون والنَّاعُــونَ يا عَرَبــاً
فالشـامُ ماعـادَ يجـري ماؤُهــا لَبَنـا
حتـى الطُّيـورُ نَـأَتْ عنهـا مُهاجِــرةً
واستوطَنَ البُـومُ في أعشـاشِهـا أمِنـا
صـوتُ الهـزيمةِ دَوَّى في مسـامِعِنـا
فـراحَ يُسـكِتُ فينـا الـرُّوحَ والبَدَنـا
والمَوْتُ يُرسِـلُ عـن بُعـدٍ رسـائِلَـهُ
ما كـلُّ مَيْـتٍ يُوارَى اللَّحْـدَ والكَفَنــا
قد تأنَفُ الرُّوحُ من أبدانِ من سكَنَتْ
ويقتلُ الخَوفُ قبلَ السَّيْفِ مَنْ جَبُنا
* * *
خمسـونَ ألفاً كما الأنعامُ ما نهَضَـتْ
إلا لتُشـعــلَ فيمــا بينَهــا الفِتَنــا
خمسونَ ألفاً لو اجتاحَتْ دمشـقَ لمـا
كُنَّـا بكَيْنـا علـى أطــلالِها الدِّمَنــا
قـد علَّلــوهُمْ بأنهــــارٍ مُعسَّــلَـةٍ
وأوهَمـوهُـمْ بهـا فاستمـرؤا الهُـدَنا
فعلَّلــونا بفُســطاطٍ ومَلْحَمـــةٍ
لكنَّهُـمْ حـاذَروا أنْ يحرِقـوا السُّفُنـا
وأوقَفــونا ببـابِ اللـــهِ وانتظَــروا
أن يهبطَ النَّصْـرُ مـن عليـائِهِ مِنَنـا
اَلنَّصْـرُ ليــسَ شِــعاراتٍ نُـرتِّلُهــا
وليـسَ أدعِيَــةً نَلْــوي بِهـا اللُّسُــنا
* * *
واغوطَتاهُ حروفُ النُّدْبـةِ احترقَتْ
جميعُهـا وغليلــي فيــكِ ما سَكَنــا
ياجنَّــةَ الأرضِ مـاذا عنـكِ أكتُبُـهُ؟
جـفَّ العبيرُ وريـقُ الكَرْمِ قد أسِنــا
مَـنْ فيكِ أرثى؟ أأرثي فيـكَ خَيْبتَنا
أمْ نكْبَـةً قـد أضَعْنـا عندَها وَطَنـا
أضحَـتْ عنـاقيدُكُ الحمـراءُ خاوِيةً
لاخمـرَ نُسْكِـرُهُ عِشْــقاً فيُسْكِــرُنا
ولا رِياضُــكِ جالَـتْ فـي مُخيِّلتــي
ولا لياليــكِ أقمــاراً تَشُـــعُّ سَــنا
من ينفُـثُ السِّـحْرَ في أوداجِ ذائِقتي
فالشعرُ ماتَ وفي قبـرِ المُنـى دُفِنــا
ومـاتَ مـروانُ والضَّحَّــاكُ مـن زَمَــنٍ
ولم يُخَـلُّـوا بنــا قَيْســاً ولا يَمَنــا
* * *
يا ثـورةً غَرِقَـتْ في وَحْـلِ قـادتِهـا
مَنْ يعبُـدُ المالَ أو مَنْ يعبُـدُ الوَثَنا
سَـلُّـوا علَيْهـا حِـراباً أُشْـرِبَــتْ دَمَنـا
فَلْيَلعـنِ اللــهُ مَـنْ أفتـى ومَـنْ طَعنا
أمـا كفَتْهـا ذِئـــابُ الأرضِ أجمعُهـــا
حتى تُكـونوا لهُـمْ في حربِهِمْ مُؤَنـا
والآنَ مــاذا؟ أوَفَّيْتُـــمْ بذِمَّتِكُــــمْ؟
لِمَـنْ أقامـوكُـمُ الحُــرَّاس والأُمَنــا
وخُنْتُـمُ الأرضَ والتـاريخَ في وَطَـنٍ
بمـا جَلبتُــمْ عليــهِ عارَكُــمْ مِحَنا
ماعــادَ يُطــرِبُ أسْمـاعي ولا رَمَقـي
ما كــانَ يُطـرِبُني من زَيْفِكُـمْ زَمَنـا
قتلتُـمُ الحُلْــمَ لا عاشَـتْ مطامِحُكُمْ
لِمــا سَعَيْتُـمْ وذللتُــمْ لهـا المُتُنــا
ياخَيْبَـةَ الشِّـعْرِ كمْ طـرَّزْتُ أوْسِمَـةً
وكـمْ خَلَعْـتُ مـن البُـرْداتِ ما ثَمُنـا
أكـادُ حيــن أرى التِّلفــازَ يَفلِقُنــي
أنِّــي أرى الذَّيْــلَ مَـزْهُــوَّاً ومُفْتَتِنا
* * *
واغـوطتــاهُ وكَـرْبـاهُ علـى وَطَنـي
واأُمَّتــــاهُ وإســـلامــاهُ واحَـزَنـــا
أتِيـهُ كالدَّمعــةِ الخَرْســاءِ مُلتَحِفـاً
جَفْنـاً تَلَظَّـى وجَفْنـاً فــارَقَ الوَسَنا
لا خَـدَّ أُلْقـي علَيْـهِ ثِقْــلَ غائِلَــتي
ولا وِسـاداً عليهـا أعصِــرُ الشَّـجَنـا
كُـلَّ الـدِّيــارِ نَـأَتْ عنَّــا مُفــارِقَــةً
فمَــنْ سـيُرجِعهـا يومـاً ويُرجِعنـا؟
أُجيـبُ : لا أحَـداً .. لا ترقُبـوا أحَـداً
إلاَّ الــذي إنْ يَشَــأْ سُـبْحــانَـهُ أَذِنــا
2018/4/15
(عمـر هشـوم)
نعود إلى الغوطة في قصيدة كنت قد أرجأت نشرها في خضم العاصفة التي أثارها ترمب ..
واغوطَتــاهُ وهـاءُ السَّـكْـتِ تقتُلُنـا
والحُـزنُ شيَّـدَ مـن أوجـاعِنا مُدُنــا
أيُّ المَـدائِنِ فـي عينَيْـكِ نسـكنُهــا
وماتبقَّـى بهـا قـد عـادَ يسـكُنُنــا
خرائِطُ الحُـزنِ طافَتْ في رُبا وَطني
بالحافلاتِ نُعوشــاً تحمـلُ الوَطنــا
أيـنَ المُعَـزُّون والنَّاعُــونَ يا عَرَبــاً
فالشـامُ ماعـادَ يجـري ماؤُهــا لَبَنـا
حتـى الطُّيـورُ نَـأَتْ عنهـا مُهاجِــرةً
واستوطَنَ البُـومُ في أعشـاشِهـا أمِنـا
صـوتُ الهـزيمةِ دَوَّى في مسـامِعِنـا
فـراحَ يُسـكِتُ فينـا الـرُّوحَ والبَدَنـا
والمَوْتُ يُرسِـلُ عـن بُعـدٍ رسـائِلَـهُ
ما كـلُّ مَيْـتٍ يُوارَى اللَّحْـدَ والكَفَنــا
قد تأنَفُ الرُّوحُ من أبدانِ من سكَنَتْ
ويقتلُ الخَوفُ قبلَ السَّيْفِ مَنْ جَبُنا
* * *
خمسـونَ ألفاً كما الأنعامُ ما نهَضَـتْ
إلا لتُشـعــلَ فيمــا بينَهــا الفِتَنــا
خمسونَ ألفاً لو اجتاحَتْ دمشـقَ لمـا
كُنَّـا بكَيْنـا علـى أطــلالِها الدِّمَنــا
قـد علَّلــوهُمْ بأنهــــارٍ مُعسَّــلَـةٍ
وأوهَمـوهُـمْ بهـا فاستمـرؤا الهُـدَنا
فعلَّلــونا بفُســطاطٍ ومَلْحَمـــةٍ
لكنَّهُـمْ حـاذَروا أنْ يحرِقـوا السُّفُنـا
وأوقَفــونا ببـابِ اللـــهِ وانتظَــروا
أن يهبطَ النَّصْـرُ مـن عليـائِهِ مِنَنـا
اَلنَّصْـرُ ليــسَ شِــعاراتٍ نُـرتِّلُهــا
وليـسَ أدعِيَــةً نَلْــوي بِهـا اللُّسُــنا
* * *
واغوطَتاهُ حروفُ النُّدْبـةِ احترقَتْ
جميعُهـا وغليلــي فيــكِ ما سَكَنــا
ياجنَّــةَ الأرضِ مـاذا عنـكِ أكتُبُـهُ؟
جـفَّ العبيرُ وريـقُ الكَرْمِ قد أسِنــا
مَـنْ فيكِ أرثى؟ أأرثي فيـكَ خَيْبتَنا
أمْ نكْبَـةً قـد أضَعْنـا عندَها وَطَنـا
أضحَـتْ عنـاقيدُكُ الحمـراءُ خاوِيةً
لاخمـرَ نُسْكِـرُهُ عِشْــقاً فيُسْكِــرُنا
ولا رِياضُــكِ جالَـتْ فـي مُخيِّلتــي
ولا لياليــكِ أقمــاراً تَشُـــعُّ سَــنا
من ينفُـثُ السِّـحْرَ في أوداجِ ذائِقتي
فالشعرُ ماتَ وفي قبـرِ المُنـى دُفِنــا
ومـاتَ مـروانُ والضَّحَّــاكُ مـن زَمَــنٍ
ولم يُخَـلُّـوا بنــا قَيْســاً ولا يَمَنــا
* * *
يا ثـورةً غَرِقَـتْ في وَحْـلِ قـادتِهـا
مَنْ يعبُـدُ المالَ أو مَنْ يعبُـدُ الوَثَنا
سَـلُّـوا علَيْهـا حِـراباً أُشْـرِبَــتْ دَمَنـا
فَلْيَلعـنِ اللــهُ مَـنْ أفتـى ومَـنْ طَعنا
أمـا كفَتْهـا ذِئـــابُ الأرضِ أجمعُهـــا
حتى تُكـونوا لهُـمْ في حربِهِمْ مُؤَنـا
والآنَ مــاذا؟ أوَفَّيْتُـــمْ بذِمَّتِكُــــمْ؟
لِمَـنْ أقامـوكُـمُ الحُــرَّاس والأُمَنــا
وخُنْتُـمُ الأرضَ والتـاريخَ في وَطَـنٍ
بمـا جَلبتُــمْ عليــهِ عارَكُــمْ مِحَنا
ماعــادَ يُطــرِبُ أسْمـاعي ولا رَمَقـي
ما كــانَ يُطـرِبُني من زَيْفِكُـمْ زَمَنـا
قتلتُـمُ الحُلْــمَ لا عاشَـتْ مطامِحُكُمْ
لِمــا سَعَيْتُـمْ وذللتُــمْ لهـا المُتُنــا
ياخَيْبَـةَ الشِّـعْرِ كمْ طـرَّزْتُ أوْسِمَـةً
وكـمْ خَلَعْـتُ مـن البُـرْداتِ ما ثَمُنـا
أكـادُ حيــن أرى التِّلفــازَ يَفلِقُنــي
أنِّــي أرى الذَّيْــلَ مَـزْهُــوَّاً ومُفْتَتِنا
* * *
واغـوطتــاهُ وكَـرْبـاهُ علـى وَطَنـي
واأُمَّتــــاهُ وإســـلامــاهُ واحَـزَنـــا
أتِيـهُ كالدَّمعــةِ الخَرْســاءِ مُلتَحِفـاً
جَفْنـاً تَلَظَّـى وجَفْنـاً فــارَقَ الوَسَنا
لا خَـدَّ أُلْقـي علَيْـهِ ثِقْــلَ غائِلَــتي
ولا وِسـاداً عليهـا أعصِــرُ الشَّـجَنـا
كُـلَّ الـدِّيــارِ نَـأَتْ عنَّــا مُفــارِقَــةً
فمَــنْ سـيُرجِعهـا يومـاً ويُرجِعنـا؟
أُجيـبُ : لا أحَـداً .. لا ترقُبـوا أحَـداً
إلاَّ الــذي إنْ يَشَــأْ سُـبْحــانَـهُ أَذِنــا
2018/4/15
(عمـر هشـوم)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق