الاثنين، 11 يونيو 2018

غيابك ....بقلم الشاعرة المبدعة ...نورة حمامي

غيابك..
لم أتذوق طعم الموت لكني تذوقت طعم غيابك..
فمارست الموت في الغياب كما يمارسون الغياب في الموت..
غيابك..
كأس سم أحتسيه كل ليلة..
فيبلل الطرقات في أعماقي
ويمتزج بدم قلبي ..
فتموت كل الأشياء في'
إلا'..أنت'
غيابك ..
وسادة جمر ..
أتوسدها كل ليلة
أضع رأسي في أحشائها فيتصاعد دخان ذاكرتي..
فتفور ..وتثور..
وتختفي رائحة التفاصيل المشتعلة ..
غيابك.مدينة حزن أشد الرحال إليها كل ليلة..
أدخلها بلا أوراق رسمية
وأتجول في شوارعها
وأشعل شموع الأمل في طرقاتها..
واتقصى آثار خطاك عل' الدرب ينتهي يومآ إليك...
غيابك .
خنجر ملوث يحمل بصماتك بوضوح.
ويسافركل ليلة ...إلي'
ويتجول كالمجنون الأعمى في'
ثم يستقر في آخر الليل..
هنا..وهنا قلبي..
غيابك..
حكاية مؤلمة .بطلها الأول العذاب
وبطلها الثاني الضياع..
وبطلها الثالث البكاء
وبطلها الرابع الوداع
وللفراق دور البطولة في الجزء الأخير
غيابك ..
جنين ميت ..توقف نموه في'
وتغير لونه منذ زمن ولوث مساحات النقاء في' ومازلت اتحسسه بلهفة أم..
وأحنو عليه وأناغيه بصوت الرحمة..
غيابك ..
خيانة العقل للقلب.
وخيانة اليقظة للحلم
وخيانة الحزن للفرح
وخيانة الواقع للخيال.
وخيانة الضياع للاستقرار
وخيانة الموت للحياة.
غيابك ..
انتصار اليأس على الأمل
وانتصار الحزن على الفرح
وانتصار القسوة على الرحمة
وانتصار الخوف على الأمان
وانتصار الشر على الخير
غيابك...
رعب لايستقر
وموج لايهدأ
وسنن لاتصل
ومعاناة لاتنتهي
ومأسارة تتكرر كالنبض في'
وحالة مرضية شفاؤها الموت..
غيابك.
شهقة دهشة لاتتوقف
وسؤال ذهول ليست له نهاية
وحكاية رعب ليست لها خاتمه
وعمر بلا أيام ..
وأيام بلا تفاصيل
واحساس بالوحدة
واحساس باليتم
واحساس بالضياع يمتد بي مابين الأرض والسماء...
غيابك مواسم الذبول
وحصاد النهايات..
وأولى قطرات البكاء وأول دروس الضياع
وآخر خيوط الشمس
وقبل أن يرعبنا المساء
غيابك..
ذاكرتي التي علقت بطرف ثوبك عند الرحيل..
فنسيت بعدها كل التفاصيل
وأضعت بعدها كل شيء
وبعد أن ارعبنا المساء
أحيانآ يتحول غيابهم إلى حالة من الذهول والهذيان..
تلبسنا كلما بحثنا عنهم ولم نجدهم..
#بقلمي
نوره حمامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق