الاثنين، 4 يونيو 2018

*الدرة العمرية*النفحة التاسعة عشرللباحث *عمر هشوم*

(( الـدُّرَّةُ العُمَــرِيَّة ))

 نفحات من سيرة الفاروق

 النفحـة التاسعة عشرة :
 ــــــــــــــــــــــــــ

 "قصته مع المرأة الفقيرة"
 ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

وليلــةٍ  ذاتِ  قَــرٍّ   لا بصيـصَ  لهـا

          إلاَّ لَظى القِـدْرِ فيـهِ المـاءُ  والحَجَـرُ

وصَــوتُ  أرمَلــةٍ  تَرْثـي  لصِبْيَتِهــا

          نامُــوا جِيـاعـاً فـلا بُورِكْـتَ ياعُمَـرُ

تنــامُ شَـبعــانَ والإمــلاقُ  يأكلُنـــا

          والجُـوعُ حُمَّـاهُ في الأحشـاءِ تنتشـرُ

أعُلِّـلُ الصِّبْيَـةَ الجَـوْعى فأخدعُهُـمْ

          بالمـاءِ يَغْلي  وما في القِـدْرِ  مُقَتَـدَرُ

وكـانَ يسـتطلِـعُ الأحـوالَ يصحبُــهُ

          زَيْـدُ بنُ أســلمَ  فيمـا كـانَ  يُنتَهَــرُ

فصـاحَ أُخْتـاهُ رِفْقـاً كيـفَ يعلَمُ مَـنْ

          لا يعلـمُ الغَيْـبَ  شَكْـواكُـمْ فلا تزِروا

قالَـت  فكيـفَ تولَّـى أمـرَنا  حَكَمــاً

          فقالَ هذي عليـهِ لكُـمْ واللـهِ  لا وَزَرُ

مكانَكُــمْ فالزَمـوا  أُختــاهُ  وانطَلَقـا

          لبيتِــهِ ودمـــوعُ العَيــنِ  تنهَمِـــرُ :

اِحمِلْ على عُمَـرَ السَّاهي  فلا حُمِلَتْ

          عنــهُ الخَطــايا إذا لم يتَّعِظْ  عُمَــرُ

وعـادَ ينفُــخُ  نارَ القِــدْرِ يُضـرِمُهــا

          والنَّارُ في القلبِ قبـلَ القِدْرِ  تَسـتَعِرُ

وأيقَظَ الصِّبْيَـةَ الجَـوْعـى وأطعَمَهُمْ

          حتى تألَّـقَ وَجــهُ الصِّبيَـةِ النَّضِــرُ

وراحَ  يَرْنـو  بعَيْنَــيْ  قلبِــهِ  لهُمــا

          والأمُّ تَرْنـو بِما يُوْحِـي بِـهِ النَّظَـرُ :

لَأَنــتَ واللــهِ  أوْلــى بالخِـلافةِ مـن

          ذاكَ الـذي هــوَ عنَّـا  غـافِـلٌ  عَثِــرُ

فقـالَ والمَـدْحُ بالتَّـذْميـمِ يُنصِفُــهُ

          طَـوْراً  ويَزْجُـرُهُ  طَــوْراً   فينـزَجِـرُ

إنْ  كانَ  يـومُ غَـدٍ  وافِيــهِ  مَجلِسَـهُ

          فإنَّنــي  عنـــدَهُ  إيَّـــاكِ   مُنتظِــرُ

وعندَمـا قَدِمَـتْ واسْــتَيْقَنتْـهُ  نـأَتْ

          عنــهُ بنـاظِـرِهـا يُـزْري بِها الخَفَـرُ

فقالَ حَسْـبُكِ  لا تُغْضِـي  على حَرَجٍ

          إنْ كـانَ مـن حَـرَجٍ  أوْلَـى بـهِ  العَثِـرُ

بكَـمْ  تبيعيـنَ  يا أُختــاهُ  مَظْلَمَــةً

          عنهـا غَفَلْـتُ وحَسْـبي  أنَّنـي بَشَــرُ

هـذي الدَّراهِـمُ مـن مـالي دفَعْـتُ بها

          عَلِّـي  أكَفِّــرُ  تقصيــري   وأعتــذِرُ

ولْتَكتُبـوهــا   بإشـــهادٍ    مُوَثَّقَـــةً

          يلقـى بهـا اللــهَ فـي أكفـانِـهِ عُمَـرُ

فكـمْ من المـالِ يكفيكُـمْ  إذا وَقَفَـتْ

          أهلُ المَظـالِمِ  تدعـوكُـمْ  لِمَـا يَــزِرُ

يا مَنْ حكمتُمْ  بأمـرِ اللَّاتَ  فانتظِروا

          ما لن يُطيـلَ عليكُمْ  شَرْحَـهُ  الخَبَرُ

                            (عمـر هشــوم)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق