الأحد، 21 يناير 2018

ياعطر اهلي......بقلم الشاعر المتألق عدنان الحمادي

#يا_عطر_أهلي
لَثَمتُ بوجهكِ الجرحَ السخينا
و جِئْتُ أصوغُ من ألمي يقينا

بأنَّ الفجرَ  لونُ غدٍ قريبٍ          
 تألَّقَ في المدى نوراً مبينا

و شمسكِ قابَ قوسينِ و أدنى    
تكادُ قُبَيْلَ فجركِ أنْ تبينا

ألا يا موطنَ الأرواحِ سرِّي            
دفينٌ فاكتمي سراً دفينا

تُحَدِّثُكِ العيونُ ببعضِ ما بي  
 ببعضِ أسىً إذا غَشِيَ العيونا

على دربِ اشتياقكِ ظلَّ قلبي  
غداةَ البينِ  من وجدٍ رهينا

 أَمُّدُّ إلى لِقاكِ الروحَ جسراً      
و أرعى مهجةً جُبِلَتْ حنينا

 تعانِقُ نخلةً تروي الحكايا        
 و رُمَّاناً هناكَ و ياسمينا

و جورياً هناكَ رعتهُ أمي            
 بعينيها و زيتوناً و تينا

و هذي اليومَ دارتُنا تناجي      
 إلهَ العرشِ بينَ الساجدينا

ألا يا عِطْرَ أهلي و البقايا      
 من الأطيابِ تَفتَرِشُ الغصونا

لَئِنْ طالَ البعادُ أظَلُّ طيفاً    
 يخالطني الحنينُ دماً و طينا

صبورٌ و اللياليْ حالكاتٌ          
و أزفرُ  لوعةَ الشكوى حزينا

أعالجُ جمرةً حَرَّى بصمتٍ        
 فيغلبني هواكِ ، أذوبُ حينا

و أسفحُ من لهيبِ الجرحِ آهاً          
  تَئِنُّ ، فتملأُ الدنيا أنينا

على صَفَحاتِكِ الحدباءِ  ذكرى
قِبابٍ كانتِ الحِصنَ الحصينا

و ملءُ دفاتري بوحٌ بعشقٍ        
 سأبقى ما حييتُ لَهُ أمينا

معاذَ اللهِ أن تُنْسَى و تُمحى    
ليالٍ بالصَّفا مرَّتْ سنينا

ليالٍ بالودادِ  و كلِّ سعدٍ        
 نَعاهَا البومُ  صُبحاً فَابتُلينا

بموتٍ و الزَّمان لهُ صروفٌ        
و كمْ راعَ الزَّمان الآمنينا
         عدنان الحمادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق