بالصّالِحاتِ تُنَعَّمُ
رأيْتُ تَكاليفَ الحَياةِ كَسُلَّمِ
لهُ أَذْرُعٌ في النّازِلاتِ كَمِنْسَمِ
فلا سئِمَتْ نفسي وأعرِفُ أنَّها
تُساقُ إليها مِنْ غِمارٍ عَرَمْرَمِ
رأيْتُ البَغايا في بلادٍ عزيزةً
بُعَيْدَ أفولِ الحقِّ رَدّتْ بأسْهُمِ
بلادٌ حَباها اللهُ للنّورِ دُرَّةً
جَلاها النَّدى والهَدْيُ دونَ تَنَمْنُمِ
فغيّرَ منْ بعدِ المَهابَةِ زُمْرَةٌ
إلى غيرِ ما كُنّا عليهِ لِمَأْثَمِ
فأضْحَتْ بلادُ اللهِ ذلًّا مُهانَةً
بِظُلْمِ ذوي القُرْبى وعَجْزِ مُعَلّمِ
وفاضَتْ دُموعٌ والدِّماءُ كأنَّها
بأرْجاءِ أوطاني بِغَيِّ جَهَنَّمِ
فيا ربّ لُطْفًا في قلوبٍ رَقيقةٍ
إلى النَّصْرِ ترنو مثلَ صَبٍّ مُتَيَّمِ
وهذي المَنايا في بِلادي كما أَرى
تسيرُ على غيرِ اهْتِداءٍ كَضَيْغَمِ
سلاحُكَ يا بْنَ الأكْرَمينَ ترَكْتَهُ
عليكَ برأسِ الخائنينَ تُعَظَّمِ
لسانُك مَحْفوفٌ بكلِّ خَطيئَةٍ
فحاذرْ ترانيمُ الغِواءِ كمِنْجَمِ
وصاحبْ جِبالا في المواقِفِ ساسَةٌ
إذا اشْتدَّ خَطْبٌ تلتقيكَ بِمَبْسَمِ
أرى في ليالي العمرِ طولا ورَهْبَةً
نَهاري قَصيرٌ إنْ أرَ الفجرَ أُقْدِمِ
أُساهِرُ فيها مَنْ أراهُ مُعَذَّبا
يُخامِرُهُ بُؤْسُ اللَّيالي بِدِرْهَمِ
فَيَشْتُمُ أحوالَ العبادِ وتارَةً
يُساهِمُ في خَنْقِ اللَّواعِجِ بالدَّمِ
فلا اللَّيلُ أعطاهُ المُدامَةَ كُلَّها
ولا الصبح حَلّاها فصارتْ كَعَلْقَمِ
فظلَّ يناجي النَّجْمَ في أوجِ سحرهِ
لِيُصْبِحَ في عِزِّ النَّهارِ كَمُجْرِمِ
حياةُ الفتى شَطْرٌ وشطرٌ مَماتُهُ
فلم يَبْقَ إلاّ ما سَعاهُ لِمُعْدَمِ
بِهذا نُصوصٌ في الكتابِ جليلةٌ
تُبَشِّرُ مَنْ يرعى اليتيمَ بِمَغْنَمِ
ترى النَّفسَ مَكتوبا عليها غَرامُها
تجرُّكَ لو تَسْهو بُعَيْدَ تَجَهُّمِ
فبادِرْ لِتَلْقى بارئا بِحَفيظَةٍ
مُحَمَّلةٍ بالصّالِحاتِ تُنَعَّمِ
الشاعر بنان البرغوثي
رأيْتُ تَكاليفَ الحَياةِ كَسُلَّمِ
لهُ أَذْرُعٌ في النّازِلاتِ كَمِنْسَمِ
فلا سئِمَتْ نفسي وأعرِفُ أنَّها
تُساقُ إليها مِنْ غِمارٍ عَرَمْرَمِ
رأيْتُ البَغايا في بلادٍ عزيزةً
بُعَيْدَ أفولِ الحقِّ رَدّتْ بأسْهُمِ
بلادٌ حَباها اللهُ للنّورِ دُرَّةً
جَلاها النَّدى والهَدْيُ دونَ تَنَمْنُمِ
فغيّرَ منْ بعدِ المَهابَةِ زُمْرَةٌ
إلى غيرِ ما كُنّا عليهِ لِمَأْثَمِ
فأضْحَتْ بلادُ اللهِ ذلًّا مُهانَةً
بِظُلْمِ ذوي القُرْبى وعَجْزِ مُعَلّمِ
وفاضَتْ دُموعٌ والدِّماءُ كأنَّها
بأرْجاءِ أوطاني بِغَيِّ جَهَنَّمِ
فيا ربّ لُطْفًا في قلوبٍ رَقيقةٍ
إلى النَّصْرِ ترنو مثلَ صَبٍّ مُتَيَّمِ
وهذي المَنايا في بِلادي كما أَرى
تسيرُ على غيرِ اهْتِداءٍ كَضَيْغَمِ
سلاحُكَ يا بْنَ الأكْرَمينَ ترَكْتَهُ
عليكَ برأسِ الخائنينَ تُعَظَّمِ
لسانُك مَحْفوفٌ بكلِّ خَطيئَةٍ
فحاذرْ ترانيمُ الغِواءِ كمِنْجَمِ
وصاحبْ جِبالا في المواقِفِ ساسَةٌ
إذا اشْتدَّ خَطْبٌ تلتقيكَ بِمَبْسَمِ
أرى في ليالي العمرِ طولا ورَهْبَةً
نَهاري قَصيرٌ إنْ أرَ الفجرَ أُقْدِمِ
أُساهِرُ فيها مَنْ أراهُ مُعَذَّبا
يُخامِرُهُ بُؤْسُ اللَّيالي بِدِرْهَمِ
فَيَشْتُمُ أحوالَ العبادِ وتارَةً
يُساهِمُ في خَنْقِ اللَّواعِجِ بالدَّمِ
فلا اللَّيلُ أعطاهُ المُدامَةَ كُلَّها
ولا الصبح حَلّاها فصارتْ كَعَلْقَمِ
فظلَّ يناجي النَّجْمَ في أوجِ سحرهِ
لِيُصْبِحَ في عِزِّ النَّهارِ كَمُجْرِمِ
حياةُ الفتى شَطْرٌ وشطرٌ مَماتُهُ
فلم يَبْقَ إلاّ ما سَعاهُ لِمُعْدَمِ
بِهذا نُصوصٌ في الكتابِ جليلةٌ
تُبَشِّرُ مَنْ يرعى اليتيمَ بِمَغْنَمِ
ترى النَّفسَ مَكتوبا عليها غَرامُها
تجرُّكَ لو تَسْهو بُعَيْدَ تَجَهُّمِ
فبادِرْ لِتَلْقى بارئا بِحَفيظَةٍ
مُحَمَّلةٍ بالصّالِحاتِ تُنَعَّمِ
الشاعر بنان البرغوثي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق