الثلاثاء، 15 مايو 2018

عواصمنا......بقلم الشاعر بنان البرغوثي

عَواصمنا
ليتَ التَّنائي يُداوي مـــا لقدْ كانا
لَكانَ فــــــي حَذْوِنا للنَّأْيِ شافانا

لكنَّنا مِنْ بغيضِ الحَظِّ في هَنَةٍ
فالنَّأْيُ بَتْرٌ لَكَمْ زادَ البلى رانا

يا قَوْمُ مـا بالُنا زادتْ مَواجِعُنا
لِمَ التَّجافي فكانَ الوَصْلُ كافانا

يَبَّتْ مَرابِعُنا مــــــنْ شَرِّ مَفْسَدَةٍ
قَضَّتْ مَضاجِعَنا جَفَّتْ بأقصانا

كُنّـــــــا خِياراً لِكُلِّ النّاسِ بَوْتقةً
نُطَهِّرُ الأنْفُسَ الهَوجاءَ عِرْفانا

ياخيْرَ مَنْ أُخْرِجَتْ للنّاسِ أينَ ثَوى
مَجْدُ الذينَ أقاموا العَدْلَ تِبْيانــا؟

لِــمَ اسْتَكَنْتُمْ وكانَ السَّبْقُ شيمَتَكُمْ
للعالياتِ وهـــلْ تنْسَوْنَ عَدْنانا

الضَّعْفُ حالَفَنا دُكَّتْ مَنازِلُــنا
والمجْدُ شيمَتُنا والمتُ غَشّانا

تُهْنا بِدُنْيَتِنا فاسْتَكَّ حاضِرُنـــا
رُموسُنا حُفِرَتْ كلَّتْ مَطايانا

القُدْسُ في خَطَرٍ والشّامُ في وَجَلٍ
صَنْعاءُ مِــنْ بَلَهٍ زادتْ رزايانا

بغدادُ تَخْطِفُها أشياعُ غَفْلَتِــنا
حُكّامُ قِبْلَتِنا باعوا سَجايانا

سِجْنٌ كِنانَتُنا ضَحّوا بِغَزَّتِــنا
سَلْواهُمُ نَتِنٌ ياهو وهاجانا

خُرْطومُنا بُتِرَتْ نِصْفَيْنِ قدْ جُعِلتْ
جَنوبُها هُدِرَتْ قلّتْ رعايانا

بيروتُ يخطِفُــها حِزْبٌ تُسانِدُهُ
(إيرانُ) قِبْلَتُهُ كــمْ كانَ سَكْرانا

عَمّانُ فـي جِعَةٍ منْ شَرِّ مَخْمَصَةٍ
حَلَّتْ بِأُمَّتِنا فــــي العُسْرِ مأوانا

صومالُنا فُتِكَتْ بالفقْرِ قــدْ جُبِلَتْ
خيراتُها كَثُرَتْ لـوْ حَرَّكوا غانا

أمّا الرَّباطُ فَسلْ منْ كانَ ذا صِلَةٍ
بِأَرْضِها فَغُيومٌ مِــــنْ مُحَيّانا

أهلُ الجزائرِ أحرارٌ كــــما أُسُدٍ
لولا وُلاةٌ ترى في الغَرْبِ عنوانا

قلبي (وتونُسُ) مِجْدافانِ فـي نَهَرٍ
شَعْبٌ أبِيٌّ يرى في السَّبْقِ نجوانا

وفي (نَواكُشْطَ ) أهْلٌ للوفا نَسَبٌ
قلوبُهُمْ حَمَلَـــتْ شَوْقا وسلوانا

وفي(طَرابُلْسَ)رَبْعٌ ما ارْتَضَوا هَنَةً
ثاروا على الظُّلْمِ أحبابا وإخوانا

هذي بلادي بِحالٍ لا يَسُرُّكُـــــــمُ
يـــــا ربُّ لُطْفَكَ فالمحتلُّ ألْهانا

والْأَمْ جِراحا كــــما كانتْ بعافِيَةٍ
واكْلِمْ طُغاةً بِذي الأوطانِ ثيرانا

هـــــذي عَواصِمُنا والحالُ تَعْلَمُهُ
فــــي تيهِها سَبَتَتْ يا رَبِّ دَعْوانا

الشاعر بنان البرغوثي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق